رونالدو يودع الكرة الذهبية 2023 بعد انخفاض مستواه

كريستيانو رونالدو يغيب عن قائمة الكرة الذهبية 2023، وهذا أثار جدلاً كبيراً حول أهميته في عالم كرة القدم.

بعد 20 عامًا من التواجد المستمر في القائمة المختصرة للكرة الذهبية، يتحقق أن رونالدو لن يتنافس على الجائزة في هذا العام. وقد حقق اللاعب البرتغالي رقماً قياسياً بترشيحه للكرة الذهبية في 19 مناسبة متتالية من عام 2004 حتى 2022، وفاز بالجائزة خمس مرات.

من المؤسف أن مسيرة رونالدو المليئة بالانجازات والبطولات تتحول الآن إلى محاولات فاشلة لتمديد مسيرته، وهذا يؤثر سلباً على إرثه التاريخي. ويستعرض موقع “جول” في السطور التالية مراحل سقوط رونالدو من القمة على النحو التالي:

توقعت الجماهير عدم اختيار رونالدو لجائزة الكرة الذهبية

كان من المتوقع بشكل كبير أن يتم تجاهل رونالدو وعدم ترشيحه ضمن اللاعبين الـ 30 المرشحين لجائزة الكرة الذهبية لعام 2023. على الرغم من الأداء المميز الذي قدمه مع فريقه الجديد النصر، حيث سجل 14 هدفًا في أول 16 مباراة له، إلا أن مستوى الدوري السعودي للمحترفين لا يُقارن بالدوريات الكبرى الخمسة في أوروبا.

كانت خيارات رونالدو محدودة بعد نهاية فترته الثانية في مانشستر يونايتد بأداء مخيب للآمال، حيث سجل فقط ثلاثة أهداف في عشر مباريات شارك فيها في جميع المسابقات، وغالبًا ما كان يجلس على مقاعد البدلاء أو يستبعد من التشكيلة في معظم المباريات.

وتدهورت فرص رونالدو في بطولة كأس العالم 2022، حيث لعب دورًا ثانويًا وشارك قليلاً، وسجل هدفًا وحيدًا، وودعت البرتغال البطولة بعد خسارتها أمام المغرب في الدور الأول.

“التنافس مع ميسي قد انتهى”، يقول رونالدو

لمدة 15 عامًا، كان كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي يهيمنان على جميع الجوائز الفردية في عالم كرة القدم. حيث حصد الثنائي ما مجموعه 79 كأسًا وسجل كل منهما أكثر من 800 هدف.

وعلى الرغم من ذلك، حافظ ميسي على مستواه القمة في الموسم الماضي مع فريقه باريس سان جيرمان والمنتخب الأرجنتيني. فقد توج بلقب كأس العالم وحصد لقب الدوري الفرنسي للمرة الثانية على التوالي. بالمقابل، فشل رونالدو في الفوز بأي بطولة خلال ذلك الوقت.

ومن المتوقع أن يحصد اللاعب البالغ من العمر 36 عامًا لقب الكرة الذهبية للمرة الثامنة في مسيرته، وذلك بعد تحقيقه إنجازًا كبيرًا مع المنتخب الأرجنتيني وقيادتهم للتتويج ببطولة كأس العالم.

“أرغب بالمزيد”

تم احتفال رونالدو بتسجيله هدفه رقم 850 في مسيرته خلال آخر مباراة له في الدوري السعودي، حيث ساهم في فوز فريق النصر بنتيجة 5-1 على الحزم.

وعبر رونالدو عن فخره بالأرقام التي حققها قائلاً: “بالنسبة لي، هذا مصدر فخر. لم أتوقع أن أصل إلى هذا الحد، لكنني أرغب في المزيد”.

ومن الواضح أن رونالدو يعيش حالة جيدة، حيث سجل ستة أهداف في أربع مباريات في بداية الموسم وقدم أربع تمريرات حاسمة. ومع ذلك، لا ينبغي أن تكون هذه الأرقام مفاجئة، فقد أصبح من المعتاد على رونالدو تقديم أداء مميز.

تتابع الجماهير تطور كرة القدم في السعودية بشغف، حيث نجحت الدوري السعودي في جذب العديد من النجوم المعروفين مثل نيمار وكريم بنزيما، ولكن لا يزال هناك فارق كبير بين تصنيف الدوري السعودي والدوريات الكبيرة الأخرى.

“تحدي رونالدو في بطولة يورو 2024”

في مقابلة مع مجلة “ريكورد” في يونيو الماضي، صرح رونالدو قائلاً: “في كل عام، لدي دائمًا شيء لأثبته. أرغب في أن أكون قدوة لطول العمر. على الرغم من بلوغي سن 38 ونصف، أعتقد أنني سأظل قادراً على تحقيق أشياء مثيرة ومواصلة التألق كما فعلت طوال مسيرتي الممتدة لـ 21 عامًا. ما زلت أشعر أنني قيّم وفعّال”.

على الرغم من أدائه الضعيف في كأس العالم الأخيرة، يحمل رونالدو شارة قيادة منتخب بلاده وسيكون قائدًا للمنتخب البرتغالي في بطولة أمم أوروبا 2024.

تمكن رونالدو من تسجيل خمسة أهداف مع البرتغال في التصفيات، وقد تقدم في قائمة هدافي المنتخب الوطني. وعلى الرغم من ذلك، لا يوجد أي دليل يشير إلى أنه لا يزال قادرًا على تقديم أداء ممتاز في المباريات الكبيرة والمنافسة على لقب جديد مع المنتخب البرتغالي قبل اعتزاله.

ماذا يحدث بعد ذلك؟

حاليًا، يجد رونالدو نفسه مع منتخب البرتغال حيث حققوا الفوز على سلوفاكيا مؤخرًا ويستعدون لمواجهة منتخب لوكسمبورج في المستقبل القريب. يواصل المنتخب البرتغالي تصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لبطولة يورو 2024.

بعد ذلك، سيعود رونالدو إلى ناديه النصر لمواجهة الرائد في دوري المحترفين، ثم سيبدأ الاستعداد لمشوارهم في دوري أبطال آسيا. من المحتمل أن يحقق رونالدو بعض الألقاب قبل نهاية الموسم، وقد يضيف أيضًا حذاءًا ذهبيًا آخر إلى مجموعة إنجازاته.

ومع ذلك، فإن اهتمام الجماهير خارج السعودية برونالدو وما يحققه مع الأندية قد تلاشى تدريجياً. في الواقع، يرحب العديد من المشجعين الأوروبيين بفكرة اعتزاله في هذه المرحلة من مسيرته.

رونالدو يعتبر واحدًا من عظماء كرة القدم، ولكن على عكس الأساطير السابقة، فإنه لا يعرف متى يتوقف. قد يؤدي عدم ترشيحه لجائزة الكرة الذهبية إلى تعزيز رغبته في إثبات خطأ المنتقدين والمضي قدمًا بنجاح.